تقدمت الحكومة المغربية بدعوى أمام القضاء البلجيكي ضد امرأة إسرائيلية بسبب ادعاءاتها بأنها يهودية من أصول مغربية ووالدها هو الملك الراحل الحسن الثاني، وبالتالي شقيقة الملك محمد السادس. وتظهر هذه القصة بين الحين والآخر منذ قرابة 20 سنة، ولكنها وصلت إلى مراحل متقدمة أمام القضاء البلجيكي.
وأوردت الصحافة البلجيكية مثل ليكو وجرائد أوروبية أخرى خبر رفع مواطنة إسرائيلية-بلجيكية تسمى جان بنزكن البالغة من العمر 69 سنة دعوى أمام محكمة الشؤون العائلية في برابانت والون في بلجيكا، حيث تطالب بالحصول على حكم يؤكد نسبها إلى العائلة الملكية المغربية وأنها ابنة الملك الراحل الحسن الثاني.
وكانت جان قد أعلنت خلال السنوات الأولى لوفاة الملك الحسن الثاني أنها ابنته من أم يهودية، وولدت سنة 1953، أي عندما كان المغرب تحت الاحتلال الفرنسي-الإسباني الذي دام من 1912 إلى 1956، وكان الحسن الثاني وقتها وليا للعهد. وخلال سنة 2008، رفعت دعوى أمام القضاء الإسرائيلي للحصول على حكم يؤكد انتماءها إلى عائلة الحسن الثاني. لكن العملية فشلت لأن القضاء الإسرائيلي اعتبر الدعوى ليست من اختصاصه.
وبعد حصولها على الجنسية البلجيكية، تتقدم الآن بدعوى أمام القضاء البلجيكي، وتستفيد من سابقة لدى القضاء البلجيكي عندما أجبر الملك ألبير الثاني سنة 2018 على ضرورة الخضوع لاختبار الحمض النووي لتأكيد أبوته من عدمها لمواطنة تسمى دولفين دي ساكس كوبورغ. وبعد رفض طويل، خضع الملك ألبير الثاني للفحص، وتبين أن دولفين ابنته، واعترف بأبوته لها يوم 27 يناير 2020، وأربعة أيام بعد ذلك، صدر قرار قضائي يمنحها لقب أميرة. وكان الملك ألبير الثاني قد تخلى عن العرش سنة 2013، تاريخ رفع دولفين دعوى أمام القضاء البلجيكي.
وكانت هيئة دفاع هذه الإسرائيلية قد التقت السفير المغربي في بروكسيل سنة 2018، وتقدمت له بطلب إلى القصر الملكي للاعتراف بانتماء موكلتهم إلى العائلة الملكية المغربية. وكان جواب القصر هو اعتبار هذه المناورات ابتزازا. وتطور الأمر إلى دعاوى مضادة أمام القضاء البلجيكي.
فمن جهة، رفعت هيئة دفاع الإسرائيلية دعوى أمام قضاء الشؤون العائلية في برابانت والون في القسم الفلاماني لبلجيكا، حيث ترغب في استصدار قرار يلزم العائلة الملكية المغربية بالخضوع لاختبار الحمض النووي لإثبات النسب العائلي المزعوم لصالح جان بنزكن وتعويض قدره 15 مليون يورو. وأجرت المحكمة الجلسة الأولى خلال الأيام الماضية. ومن جهة أخرى، وضع المغرب، وفق الصحافة المغربية، دعوى أمام محكمة بروكسيل ضد الإسرائيلية بتهمة ابتزاز المغرب والملك محمد ٠السادس.