السبيل – نواكشوط ..... من المؤسف جدا أن نتفرج كل يوم على عشرات الشباب الذين يساقون بلعنة الذهب الموعود والهجرة إلى الهلاك دون أبسط قدر من الاهتمام يحدث ذلك على مرأى ومسمع من الجميع في الوقت الذي تنعم فيه حفنة من المتخمين بالمال العام  حوته وذهبه ونحاسه ومعادنه كلها وقروضه وهباته في القصور المنيفة وتستقل أحدث السيارات وتقيم مئات الولائم لأتفه الأسباب ويقضي أبناؤها ونساؤها عطلهم في جنات أوروبا معززين مكرمين وكان أولى بهذه الأموال أن تنفق في وجوهها فتنقذ الناس من آفة الفقر فلا تجد ممتهنا للكد في سبيل لقمة العيش وتعود عائدات الذهب والنفط وكل الثروات على المواطنين بالخير العميم فكيف يستساغ في بلد قليل عديده أن تهدر الأموال وتنهب في غير طائل وينهبها حثالة من المفسدين كانوا بالأمس القريب يبحثون عن قطعة رغيف وكأس شاي وجرعة ماء ، يتباهون بما سرقوه جهارا نهارا أمام الملأ لايخافون ولايحزنون فقد أمنوا المحاسبة بل أكثر من ذلك أصبحوا أسيادا مبجلين يستقبلون في المحافل بالزغاريد والهتافات وتتم إعادتهم إلى الإدارة كل حين وكأنهم ولدوا من جديد ومازالوا صفحات بيضاء ، إن معاول هدم الدول أولها الظلم وتحكم الأراذل ، فإذا أردنا أن نبني دولة سوية قوية فالنضرب من حديد على الظالمين والننصف المظلومين .

ألا بعدا وسحقا لأكلة المال العام ومن والاهم وحاق بهم الهلاك والبوار  

خاص بالسبيل