السبيل أنواكشوط...........
يعتبر موسم الخريف موسما مميزا حيث تلتقي فيه الذاكرة المدنية مع دعائم ثلاثية هي الخيمة والماء والأرض التي أكتست حلتها الخضراء راسمة لوحة فنية ومجسدة لإنطلاقة عادات وتقاليد امة انطلقت في البادية مع البداية .
مع تباشير موسم الخريف حيث تعود السكان الخروج عن العاصمة انواكشوط التي تعتبر غير مناسبة للمقام في هذه الفترة.
لوح البرق ، جلجل الرعد ، وسحت المزن ، فاشرأبت قلوب المورتانيين في العاصمة انواكشوط وتاقت نفوسهم للخروج إلى مراتع الصبى وأماكن الإنتجاع في الأرياف والبوادي للإستمتاع بالمناظر الخلابة وقضاء الفترة بعيدا عن ضوضاء المدينة وضجيجها ولما للمورتانيين من علاقة بالبدو والترحال لاتطيب نفوسهم إلا مع أخضرار الطبيعة وخرير المياه وقطعان الأغنام حين تصفوا النفوس ويتصالح الجو مع الطبيعة عندها فقط يطيب الجلوس على ضفاف البرك المائية التي تمثل منتجعات سياحية في البلاد رقم عدم إستقلالها من قبل العاملين في قطاع السياحة لكن تبقى علاقة السكان بالبدو علاقة وطيدة رغم كل ذالك لبست الطبيعة ثوبها القشيب بعد فترة من الإصفرار وجلبت الزائر والناظر لها في آن واحد بسحر جمالها ولونها الأخضر في وديانها التي كستها الطبيعة رونقا جماليا ينذر بالخير والطمأنينة والفرح وبساطة الحال سماء ملبدة بالغيوم وأشجار أخضرت بعد أصفرارها وحيوانات ترتع في الخضرة الخلابة المجاورة لمياه الغدير واطفال يلعبون بكل برائة بجوار القطعان ، وكبار يستمتعون بهذه المناظر التي جمعت بين البشر وقرينه الأليف على وجه البسيطة مع الثلاثة التي دائما ماتجلو عن القلب الحزن.
في " جوخه" يتجول المنتجعون بين الوديان والبرك بحثا عن أجملها منظرا وأكثرها تشابكا لتفيئ ظلال أشجار وديانها لتكون النهاية بجلسة هدوء تنسي المنتجعين ماتعودو عليه من صخب وضجيج في المدينة وكأنهم يتمثلون مقولة القائل:
وقانا لفحة الرمضاء واد * سقاه مضاعف الغيث العميم
نزلنا دوحه فحنى علينا * حنو المرضعات على الفطيم
عند حلول الظلام بدئنا الانسحاب من المنتزه على ان نبيت الليلة الاحد في منتصف الطريق الغير معبد والذي يربط "اركيز" بمقاطعة "بوكي"
في ولاية لبراكنة
والتي سنواصل السير باتجاهها مع ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد
خاص ببعثة السبيل الى ولايتي اترارزة ولبراكنة
