من إبادة عشرية الجيف ....مقاول الموت.(صورة)

ثلاثاء, 01/14/2020 - 22:49

السبيل نواكشوط......الكل يعرف عن " تاجر السموم " الذي يبيع للمواطن الموت مغلفا في علبة دواء أو غذاء ، ولأنه في عرف البلد قتل المواطن بطريقة غير مباشرة لا مساءلة أو عقوبة عليه ، فقد كثر القتلة واتخذوا أشكالا ووسائل عدة لتنفيذ جرائم القتل هذه تحت لبوس التجارة والأعمال ، فقتل المواطنين صار مدرا للدخل والربح أكثر من غيره وحتى أنه يحقق الثراء في فترة زمنية قصيرة ! 
من رحم #عشرية_النهب خرج هؤلاء وأغلبهم من رحم عزيز وجراده ومتنفذين بالبلد ، وقد عمل نظام عزيز في سنواته الأولى على تهيئة الأرضية والمناخ لهم ولأنشطتهم " التجارية " التي سيروح ضحية لها عشرات المواطنين ولن تتم مساءلة أي أحد منهم حتى اليوم .
في بداية #عشرية_الجراد المشؤومة ، سيطلق عزيز حملة تنظيف الساحة التجارية المالية من منافسيه تحت شعار " مكافحة الفساد " وسيمرر عدة قوانين تغلق عنهم حنفيات الصفقات وما شابه كتحريم " صفقات التراضي ، وفي سنة 2010  تمت المصادقة على قانون الصفقات من مجلس الوزراء ، وتم تعيين لجان فرعية لها في كل القطاعات وصادق البرلمان على القانون .
 ولكن قررت الحكومة بعد ذلك وبشكل مفاجئ إستثناء جميع المؤسسات والشركات العمومية من القانون !!! إيذانا بهجوم لجراد عزيز على المال العام وخيرات البلد .
 فتم إنشاء لجنة للصفقات على مستوى كل شركة يرأسها مديرها العام ، ولكم أن تتصوروا محاباة أعضاء لجنة صفقات الشركة له واقرارهم لكل الصفقات وبالطريقة التي يراها والتي غالبا ما يكون هرم السلطة ومتنفذين لهم اليد العليا فيها ، ولكم أن تتصوروا جودة المعدات وتنفيذ المشاريع من طرف صاحب صفقة وراءه متنفذين ودفع عمولات لمافيا الشركة ، وبالتالي لا خوف لديه من أية مساءلة أو محاسبة .
صار إذن لكل مؤسسة عمومية ووزارة مقاولين " مفضلين " إما لكونهم وكلاء آل عزيز أو لأنهم يدفعون عمولة بسخاء مقابل حصولهم على صفقة تنفيذ مشروع أو إستيراد معدات ، وهنا مكمن الخطر كون هؤلاء المقاولين فوق كل قوانين المساءلة والمحاسبة .
خلال عشرية عزيز المشؤومة ، ستصير شركة الكهرباء خاصة والشركات العمومية عامة ، أوكارا للفساد والمحسوبية والزبونية وستمنح صفقات تتجاوز قيمتها ال 50 مليار أوقية لمافيا أعضاؤها صديق الرئيس " المرخي " وأبنائه أحمدو ( رحمه الله ) وبدر ، وخلال #عشرية_النهب سيتم توريد جميع المعدات وخاصة الكابلات الكهربائية عبر موردين ( مقاولين ) يدورون في فلك هذه المافيا ، مقاولين لا خبرة فنية لديهم ولا معرفة بجودة الكابلات من عدمها ولا تهمهم جودتها أصلا بقدر ما يهمهم هامش الربح، وحين تعرض عليهم الشركة الآسيوية ( الصينية غالبا ) أنواع وأشكال كابلاتها يقومون باختيار الأرخص فيها . 
وستسبب كابلاتهم الرديئة النوعية في وفاة عشرات من المواطنين في انواكشوط وانواذيبو ومدن أخرى خلال السنوات الأخيرة،  حيث أن مادة البلاستيك المغلفة للكابلات من نوعية رديئة تذوب بعد فترة قصيرة من الإستخدام بسبب سخونة أسلاك الكهرباء مما يتسبب في اشتعال النيران نتيجة " تماس كهربائي " .
نفس الكابلات الرديئة النوعية تجدونها في محلات الخردوات المنتشرة في العاصمة ، كون لا رقابة من الدولة على جودة أي مستورد أو منتج ، ويقوم الفقراء في الأحياء الشعبية برشوة فني من شركة الكهرباء لتوصيل الكهرباء لأعرشتهم بطريقة غير قانونية لغلاء أسعارها عليهم ، فيقوم الفني بشراء الكابلات الرديئة من محل للخردوات وتوصيل الكهرباء بها لعدة أعرشة ، وما سيحصل بعد ذلك معروف للجميع ( تماس كهربائي ) .
نفس المقاولين ستجدنوهم - أو اخوة لهم - في مشاريع الطرق التي لا يهمهم في تنفيذها سوى هامش الربح فتتحول بعد أيام إلى " طرق حفر " قاتلة .
في مجال توصيل الماء وصفقات استيراد أنابيبه ستجدون نفس السيناريو والذي يجلب أمراضا عديدة للمواطن تصل حد السرطان ، فمياه الأمطار تتسرب داخل هذه الأنابيب التي تتشقق أو تنكسر بعد فترة وجيزة ، حاملة معها إلى داخلها أوساخا عشعشت فيها كل أنواع الجراثيم والفيروسات ، وسيبتلعها المواطن ليلجأ بعد حين إلى تاجر الأدوية .... وتنغلق الدائرة ( la boucle est bouclée ) .

 

Hacen Abbe المدون