السبيل نواكشوط... لا زال ولد محم يأبى أن يكون طي النسيان لدى النظام الحالي فأصبح الناطق الرسمي على كل من أبدى رأيه و في أي مسائلة فأحيانا يرد على بيرام و يوضح ظاهرة العبودية و أحيانا يدعو لتشكيل محكمة العدل السامية التي سبق و أن أستشهدت إبان حقبته رئيساً عليها و ها هو اليوم يعود إلى الواجهة التي لم يغادرها أصلاً منذ إدبار ولي نعمته سابقاً و إقبال آخر لا زال عصيا عليه بالأسطر "الساخرة" التالية :
"" حين تتحقق براءة ذمة الرئيس السابق من تهم الفساد الشائعة اليوم والتي نسب مسؤوليتها إليه العديد من معاونيه (وهو لعمري ما نتمنى)، ساعتها يمكن الحديث عن خلاف سياسي معه، وبالتالي فمن الوارد عن حسن نية أو عكسه أن توجد وساطات ووسطاء بغض النظر عن مقاصد هؤلاء وأهدافهم والتي لن تكون في الغالب إلا نبيلة.
لكن جوهر الخلاف اليوم ومحوره ليس سياسيا ولا أمنياً، بل هو في صميمه حرب وطنية ضد الفساد، وصراع حقيقي بين قوى النهب والجريمة المالية المنظمة من جهة وإرادة سياسية قوية لرئيس الجمهورية تحظى بدعم شعبي واسع من كل القوى الوطنية أغلبية ومعارضة من جهة أخرى، ولا مكان فيها للحياد ولا المحايدين، فلن يتحقق تقدم ولا أمن أو استقرار بهذا البلد ما لم يتم القضاء على الفساد وتتم بالكامل تصفية إرثه وتجفيف منابعه مستقبلا.
من هنا ندرك أن الموضوع وطني بامتياز، ويمس صميم المصالح العليا للبلد حاضرا ومستقبلا، بما تتضمنه الوقائع من سوء استخدام للسلطة والنفوذ، مما تسبب في نهب أموال وممتلكات عمومية هائلة وبشكل منظم.
أما الصداقة بين اثنين، تقاربا أم تباعدا، فذلك في الحقيقة آخر ما يهمنا.""
كلام في الصميم لو كان من شخص لم يطبل لقائد العشرية على مدار عهده حاكماً على البلاد ليصبح بوق تبرير لكل عمليات الفساد و صفقات التراضي التي يدعو الآن لمحاسبة "عزيز" عليها و ينسى أن له نصيب الأسد منها مستهينا بذاكرة الشعب قبل النظام الحالي، فمتى يعي ولد محم أن عهده قد ولى مع "عزيز" إلى غير رجعة فيريح و يستريح ؟