كرنفالات الزيارات،القديم يتكرر، وإمبود، تحتفل!!

خميس, 11/12/2020 - 22:31

السبيل - نواكشوط ..... أرض ودور طينية ،كباقي المدن القريبة من لسان الضفة ، منازل من القصدير، وأكواخ،و مطاعم متقابلة، على جنبات الطريق المعبد الرابط بين كيهيدي وسيلبابي، وأعرشة مغطاة بالأعشاب والحطب، ومنازل فخمة من الطراز الحديث،تماثل نظيراتها في المدن الكبرى ...
إمبود إنطلاق المدرسة الجمهورية في سنتها الثانية ستلبس ،حلة جديدة غير التي يألفها سكانها، والمارة مابين سيلبابي والعاصمة نواكشوط،سيارات من آخر موضة، وأعلام،ووجوه أنيقة ناعمة، كأنها من شعب بوان، هي نفس الوجوه، التي دأبت أن تحلق، حيث ستحط طائرة رئيس الجمهورية في أي مكان من الوطن، تحشد له، وتنظم له السباقات، وتضرب الدفوف، مع عزف الأوتار، والزغاريد ،و الأشعار.
سيناريو، تكرر مع الرئيس المؤسس المختار ولد داداه، واعل ولد محمد فال، رحمهم الله، وتوارثه معاوية، وهيدالة ومحمد ولد عبد العزيز ،في الوقت الذي لم تستطع فيه هذه المنظومة، تحقيق الإكتفاء الذاتي من الحبوب والفواكه والخضروات ،رغم وجود الأراضي الصالحة للزراعة، وثروات هائلة،على مدى 60 سنة من الإستقلال ....
لو خطط بروتوكول زيارة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الى امبود، على طراز بروتوكول، زيارتة ل * باسكنو *في خريف هذه السنة، لأدرك رئيس الجمهورية كثيرا ، من واقع إمبود المزري...
إمبود، يا فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ليس إلا مرآة عاكسة، لواقع آدوابة كلهم، وسكان الضواحي، والأرياف،لذا أرسل أهل إمبود رسائل غير مشفرة في الإنتخابات الرئاسية الماضية عبر صناديق الإقتراع،لصالح بعض المرشحين المعارضين ....
إذا جلس ممثلو أرخبيل قرى إمبود الدشرة، وإمبود أدباي في المنصة الرسمية مع الوفد الرسمي، دون حضور، قوافل الزوار من غير أهل إمبود، فإن قراءة " البصر" ستشفق، على أهل امبود أكثر، وتعتني بهم أكثر، وتؤازرهم أكثر، وبما أن مندوبيات، برامج مكافحة الفقر، و تضامن، وتآزر، كلها أعدت خصيصاً للرفع من المستوى المعيشي، والتنموي لسكان آدوابة، وفي مقدمتهم، امبود، فإن امبود، المدينة الريفية ،التنموية، والخصبة، مازالت تعاني من مشاكل جمة، لم يحد منها ،مشروع، اباسك، ،في عهد ولد الطائع، ومن هذه المشاكل، لا الحصر:
تفشي الأمراض، تدني الصحة في البوادي،تدني التعليم،إرتفاع البطالة، الهجرة الى المدن...
إمبود، مدينة ضاربة في القدم، وبها أطر أكفاء، قلة بالمقارنة مع تعداد سكانها...
التسرب المدرسي المبكر، و الزواج المبكر، وعدم إستقرار عمال الدولة في قرى إمبود بسبب صعوبة الظروف المعيشية،رغم وجود بعض الأنشطة المدرة للدخل كالزراعة والتجارة عوامل ساعدت في معاناة أهل إمبود،،،،،
إمبود يا فخامة الرئيس، في 17/11/2020، سيختلف لحظياًّ عن إمبود 11/11/2019 ، وقبل ذلك كثيرا،لأن كل شيء، سيكون على مايرام، كما هو شأن، كل الخدمات العمومية عند زيارة الرؤساء السابقين.
ما أجمل أن تكون زيارة رئيس الجمهورية، للمناطق تكاد تكون أسبوعية، أو شهرية، سيتطلع أكثر، الى كثير مما لا ينبغي، وسيتطلع أكثر الى تراكمات من الغبن والتهميش، تراكمات تحتاج الى مقاربة إقتصادية و إجتماعية وسياسية سريعة للحد من الفوارق الإجتماعية والإقتصادية بين مكونات هذا الوطن، وإذا اطلع رئيس الجمهورية الى أية مشكلة في مدينة حضرية، أو ريفية، فإنه سيسعى الى حلها، عاجلاً،ككل مشاكل الولايات الزراعية، والرعوية، وولايات التعدين، والواحات...
أما إذا رسم بروتوكول الزيارة ،على غرار زيارات ولد عبد العزيز، ومعاوية، فإن الذي سيستقبل الرئيس، ويجلس مع الرئيس في المنصة الرسمية ، هم السلك الإداري في نواكشوط، ورؤساء المصالح في الولاية والمقاطعة، ويبقى أهل إمبود، تلفح وجوههم الرمضاء،كما كانوا من قبل، يعانون من لهيب الشمس، والبرد القارس، و إرتفاع الأسعار، وضعف القدرة الشرائية، لا يوجد إمبود واحد، بل إمبودات بالمئات في إقليم إمبود، وفي كل ولاية.
هذا وسيكتب الله، لسادة، سادة، أن يروا بأم أعينهم، فيم يسكن خدام منازلهم، و مستوى العمران في مدينة إمبود، ومستوى البنية التحتية والخدماتية هناك.
إمبود مدينة زراعية بإمتياز، إذا أستغلت بحيرة فم لكليتة، ووادي سيليوى، أحسن إستغلال، فإن ثورة زراعية ستحل مشكلة الفقر والعوز والبطالة هناك .
إمبود ،مدينة مثال للتعايش السلمي لمختلف المكونات، وميلاد شعراء عظام ، ومدرسة فنية تعد القيثارة/ النيفارة، قاسم مشترك بين النسيج الإجتماعي قاطبة في إمبود التي تستحق أكثر من زيارة،هذه هي إمبود، كما عرفتها، ليلها، ك نهارها ،حيوية ، ،بإستطاعة هوليوود،أن تتخذها مركزا، لصناعة الأفلام،وتلاقح الحضارات ...

محمد ولد سيدي