طريق الذهب المحفوف بالموت.. خياران أحلاهما مر: الصمت على النهب أو الموت بالسيانيد

اثنين, 10/05/2020 - 13:58

السبيل ـ احتج العشرات من المواطنين أمام مبنى ولاية تيرس الزمور في مدينة الزويرات صباح اليوم الاثنين، رفضا لإقامة مصانع تعمل بمادة السيانيد في الولاية.

الإحتجاج الذي سبقته احتجاجات مماثلة في العديد من مدن الشمال، شاركـ فيه وجهاء وأطر ومثقفون ومنتخبون ومنظمات مجتمع مدني ومواطنون بسطاء ورفع شعارات من بينها «صحتنا مرهونة بالتنفس في بيئة سليمة».

وقد التقى ممثلون عن المحتجين الوالي الذي أبلغوه عن امتعاضهم من شركات التعدين و استمرار الترخيص لها و طالبوه بنقل مصانع المعالجة و وقف التنقيب العشوائي في أراضيهم.

ناهيكـ عن ان هذه المناجم التي تتكاثر مثل الفطر، لا يستفيد منها السكان المحليون، بل على الاغلب كثيرا ما تنتهي هذه المناجم إلى مناطق ملوثة غير صالحة للعيش و هو ما يضاعف من أعباء الحياة في الشمال الذي تحولت مناطق واسعة منه بعد سنوات الجفاف الأخيرة إلى أراضي طاردة.

و تزداد مخاوف السكان في الولايات الشمالية من تأثير الإنعكاسات البيئية و الصحية لعمليات التنقيب عن المعادن في المناطق المأهولة، حيث بدأت ظاهرة التنقيب في السنوات الأخيرة تأخذ منحى متصاعدا و بشكل عشوائي في ولاية إنشيري و داخلة انواذيبو و في ولاية تيرس زمور.

و مؤخرا قام نشطاء بيئة في مدينة انواذيبو، بتنظيم مظاهرات طالبوا خلالها السلطات التدخل العاجل لوقف ما تقوم به شركة تابعة لمتعهد هندي من تلويث البيئة عبر تحويل مناطقهم إلى مكب للنفايات السامة.

و نفس الحال يشكو منه ساكنة مدينة الشامي، الذين تحولت مساحات واسعة من أراضي مدينتهم إلى مناطق للحفر و التنقيب العشوائي.

و بالإضافة إلى الآثار البيئية السيئة على موارد المياه القليلة في المنطقة، فإن السكان يساورهم القلق من أن تكون المواد المستعملة في عمليات المعالجة لها أضرار صحية على السكان و المواشي، و هو ما ثبت عندهم أنها مواد سامة، لكنهم لا يلقون حتى الآن تجاوبا كافيا من السلطات التي تنظر إلى المسألة من زاوية وحيدة و هي مدى التزام هذه الشركات  باللوائح المنظمة للتنقيب دون حساب لمطالب السكان ، الضحايا المباشرون لعمليات التنقيب في هذه المناطق.