الشقق المفروشة في أنواكشوط..؟ ظاهرة جديدة وبيئة مثالية للجريمة والخطيئة !(تحقيق)

أربعاء, 10/14/2020 - 16:34

السبيل أنواكشوط.. موازاة مع أزمة السكن المستحكمة في نواكشوط والمتمثلة في "الكبات" و "الكزرات" وأحياء الانتظار المكتظة بالسكان ، عرفت العاصمة في الآونة الأخيرة انفجارا هائلا وطفرة نوعية في تعداد الشقق المفروشة التي تؤجر جاهزة للمواطنين والمقيمين على حد سواء ، فلا يكاد يخلوا شارع أو حارة من عمارة أو بناية تحمل لافتة كتب عليها "شقق...للإيجار".

وقد تطورت هذه الشقق من مجرد مساكن مؤقتة يؤجرها بعض متوسطي الدخل تعويضا عن عجزهم عن اقتناء منازل مملوكة إلى أماكن لممارسة الرذيلة والنشاطات المخلة بالآداب 

-بيئة مثالية 

يرى الكثير من المراقبين أن هذه الشقق بسبب هدوئها ووجود حراسة أمنية من الشركات الخاصة حولها وتساهل معظم ملاكها مع مؤجريها أصبحت تشكل بيئة مثالية للخطيئة وحتى للجريمة بكل أنواعها ، فأغلب هذه الشقق يتم تأجيره غالبا لصالح بعض مرتكبي جريمة "الفسوق والزنى" -أعاذنا الله- ومعظمهم من الشباب فضلا عن بعض كبار السن اللذين يريدون الارتماء في أحضان فتاة لعوب تعود بهم إلى أيام الصبي والشباب التي أنقضت وانصرمت وترهل الجسم والجسد من خلفها ، لكن الروح -على مايبدوا- ظلت يانعة مفعمة بالشباب والحيوية والنشاط للأسف، ولما كانت تسعيرة الليلة الواحدة في إحدى هذه الشقق لاتتجاوز في الغالب مبلغ 10000 آلاف أوقية قديمة لليلة واليوم ، ولما كان معظم ملاك الشقق و مؤجريها وحراسها لا يهتمون إلا بالعائد المادي فإن العملية تكون سهلة جدا إذ يكفي دفع مثل هذا المبلغ ليحصل الإثنان على خلوة هادئة في جو من الخصوصية التامة والرومانسية الحالمة ، التي لا يكسرها سوى أصوات التأوهات والأنين التي تصدر عند بلوغ الذروة في النشوة والمتعة...إلخ .

وأكثر من ذلك حدث الكثير من عمليات الاغتيال والجريمة خلف جدران هذه الشقق أبطالها في الغالب إما ساقطات لم يحالفهن الحظ في الحصول على مقابل عن بيع العفة والطهارة والشرف..، ودفعن بدلا من ذلك حياتهن على يد الزبون ، أو منتظمون في سلك الإجرام والانحراف كانت نهاية بعضهم على يد بعضهم الآخر .

 

- شهادات من الميدان 

 

يقول "س.خ" مشرف على شقق في إحدى أحياء تفرغ زينة أنه مسير للشقق المفروشة وليس مالكا لها ، ويدعي أن المالك لم يطالبه يوما ما بالتدقيق في هويات زبائنه أو الكشف عن ممارساتهم وكل ماهو مطالب به هو ضمان أن تكون المبالغ المتأتية من الإيجار موجودة عندما يأتي المالك لاستلامها .

وعند سؤالنا له عن نوعية زبنائه وأجناسهم و أعمارهم قال : بأن معظم من يقدمون عليه هم من الشباب اللذين تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والثلاثين سنة من مختلف الأجناس والشرائح ، ويضيف بأن ذلك لا يعني عدم وجود زبائن من كبار السن خصوصا من الرجال اللذين يأتون صحبة فتيات صغيرات وجميلات يقضون معهن ساعات قليلة ويغادر الجميع من حيث أتوا .

بدوره أكد "أ.ث" مسير شقق مفروشة في عرفات أنه لايطالب رواده بأوراقهم الثبوتية لأن معظمهن - كما يقول - هم من حديثي الزواج اللذين يريدون قضاء أيام من شهر العسل، أو من الأشخاص اللذين يدعون زواجهم في السر من بعض السيدات ويريدون ان يظل الأمر كما هو عليه سريا للغاية .

ويصر هذا الرجل على أن شققه لا تمارس فيها الرذيلة أو أية جرائم مخلة بالشرف مهما كانت نوعية رواده ، وعند سؤاله عن ما إذا كان شاهدا على جميع الزيجات التي يزوره عرسانها ، أجاب بأن لديه حدسا قويا وفعالا في تحديد الشرفاء من المنحرفين ! وقد حاولنا في إطار إعداد هذا التحقيق لقاء بعض رواد هذه الشقق والحديث معهم ، لكن الجميع يرفض الحوار معنا بإصرار حتى أولئك اللذين يدعون أنهم أزواج حديثون .

- وأخيرا : 

على الرغم من وجود استثناءات عديدة في هذا المجال إلا أن عددها الضئيل مقارنة بعدد الشقق التي تمارس فيها الخطيئة وربما الجريمة ، يجعل أمر هذه الشقق مستفحلا ويقتضي تدخلا عاجلا من الشرطة وقوات الأمن ، لأن الموضوع فضلا عن تداعياته الأخلاقية السيئة يخلق تداعيات أخرى أشد خطرا ، فقد ارتفعت في بلادنا فجأة مستويات الإصابة بداء فقدان المناعة المكتسب "السيدا" بفعل الممارسات التي تستشري في هذه الأوكار .

علما بأن الواقي الذكري الذي يستخدم حاليا على نطاق واسع أثبتت التجارب الطبية الحديثة عدم جدوائيته في منع الحمل .